-A +A
صالح الفهيد
المباريات الكبيرة عادة تبدأ من المدرجات، يظهر الجمهور و«يهز الملعب»، فيزدهر العشب، وتزدهر أقدام اللاعبين، وهذا ما حدث عندما التقى الاتحاد والهلال في واحدة من أكثر مباريات الموسم إثارة وتشويقا، خسر الاتحاد ليس لأنه كان سيئا، بل لأنه كان أكثر إهدارا للفرص، وكسب الهلال لأنه أفضل حالا من منافسه في إضاعة فرص التسجيل الحقيقية التي كانت تلوح أمام مهاجمي الفريقين كل خمس دقائق تقريبا.
وكانت أمسية كروية طاعنة في الجمال.
وإننا نرفع رأسنا بمثل هذه المباريات الكبيرة والمثيرة.
وإن الكرة السعودية يرتفع كعبها بمثل هذه النزالات، بسجالها ونديتها وقوتها وجماهيريتها التي تضفي عليها طابعا عالميا.
خروج الهلال فائزا بالمباراة لا يعني بأي حال من الأحوال أنه خرج من أزمته، وخروج الاتحاد خاسرا لا يعني أنه خرج من السكة الصحيحة للعودة بالاتحاد للاتحاد.
ولذا، فقد أعجبني كثيرا الحديث الذي أدلى به رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد عقب المباراة عندما قال ما معناه: «إن الفوز بمباراة أو خسارة أخرى لا يغير قناعاتنا».
أجل، يا سمو الأمير، أمام الهلال مشوار طويل ليطهر وينظف نفسه من الأدران التي أصابته في المعترك الآسيوي، والتقدم خطوة واحدة في مسابقة كاس ولي العهد لا يعني سوى أن الفريق تقدم خطوة واحدة ليس إلا.
كما أعجبني تصريح رئيس الاتحاد إبراهيم البلوي عقب المباراة الذي أكد مجددا ثقته بفريقه واعتبار خسارة المباراة ليست نهاية العالم، والحقيقة أنه من حق الاتحاديين «رغم كل النتائج المخيبة» أن يكونوا سعداء بهذا الفريق الشاب الذي يتقدم حثيثا ليعيد للاتحاديين توازنهم في الكرة السعودية.

البرازيلي هيرناني
لو كنت مكان المحترف البرازيلي في فريق النصر هرناني لشعرت بالخجل، ولو كنت مكان المسؤول الذي جلب هذا اللاعب لشعر بالخجل أكثر، ففي مباراة النصر والشعلة أكد هذا اللاعب مجددا أنه «مقلب» كبير ابتلعه النصر، وهو عاد بذاكرتنا إلى سجل طويل من اللاعبين «المقالب» الذين تورطت بهم أنديتنا؛ بسبب افتقار بعض أنديتنا للقادرين على اختيار العناصر الجيدة واعتمادهم على توصيات تأتي من هنا وهناك، أو على سماسرة يهمهم تضخم جيوبهم أكثر من أي شيء آخر.
وبالمناسبة، ففريق النصر بقدر ما نجح في صفقاته المحلية، فقد فشل في صفقاته الأجنبية، ولم يوفق حتى الآن بلاعب أجنبي يشكل علامة فارقة بين «فرسان نجد»، ويمكن استثناء «أدريان» صاحب المجهود الوافر في صفوف الفريق. ولا يمكن استثناء المحترف الخليجي محمد حسين الذي تراجع مستواه كثيرا، وصار يقدم مستويات متذبذبة بين الضعيف والمتوسط. وبالجملة فالنصر في الفترة المقبلة بحاجة لصفقات من العيار الثقيل تزيد من قوة النصر الضاربة، وتشكل إضافة نوعية لخارطة العالمي الذي يقف على أبواب استحقاقات كروية مهمة.